منزل بيئي يمثل حلا لمعظم مشاكل سورية من طاقة وغذاء*

أعلنت شركة صناعية سورية عن مشروع لمنزل بيئي يبلغ استهلاكه من المازوت صفرا يعد الأول من نوعه في سورية وموجه لأسر الطبقة الوسطى وذوي الدخل الأدنى.



وقال رئيس مجموعة محجوب الصناعية خالد محجوب لـسيريانيوز إن المشروع "هو عبارة عن منزل موجه لذوي الدخل الأدنى لإلغاء فاتورة التدفئة وتسخين المياه وفاتورة الإنارة وبنفس التكلفة التأسيسية التقليدية للبناء التقليدي".

وأضاف أن هذا المنزل هو "حل متكامل ببراءة اختراع سورية يوفر طاقة بمواصفات عالية وبسعر أقل, وهو نتيجة لعمليات تطوير استمرت لأكثر من 18 عاما, كما أنه منزل غير باعث لغاز ثاني أكسيد الكربون على الإطلاق".

يذكر أن سورية وقعت على بروتوكول "كيوتو" لتخفيف الانبعاثات الغازية منذ عام 2006, وسوف تكون ملزمة في عام 2012 بأن تكون انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تساوي انبعاثاته في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.

وأوضح الحجوب أن المنزل البيئي "معزول حراريا بشكل كامل ويتعامل مع كل أنواع البنى الإنشائية سواء كانت اسمنتية أو معدنية أو خشبية. واستطعنا التوصل إلى أن تكون قيم مغلف العزل الحراري أفضل من قيم مغلف العزل الحراري الألماني وبتكلفة أقل, كما أدخلنا استخدام الطاقة الشمسية التي توفر إنارة مجانية وتدفئة وتسخين للمياه بشكل مجاني أيضا".

وأكد على أن كلفة هذا المنزل البيئي "هي نفس كلفة السكن الشبابي الهادر للطاقة الذي تنفذه المؤسسة العامة للإسكان, وبمواصفات أفضل من مواصفات هذا السكن وبجمالية أكثر وإكساء أفضل".

وتابع المحجوب أن هذه المنازل البيئية "يمكن أن تكون في أبنية منفصلة ويمكن أن تكون في واحات حيث يتم تكرير مياه الصرف الصحي الناتج عن هذه المنازل لاستخدامها في زراعة إنتاجية ضمن بيوت زراعية زجاجية حافظة للطاقة لإنتاج خضراوات تؤمن حاجة هذه الواحات كما توفر فرص عمل".

وأشار إلى أن "العالم اليوم يواجه أزمة نفط وطاقة بشكل عام وأزمة غذاء وأزمة مياه وأزمة سكن, وهذه الواحات سوف تؤمن حلولا لكل هذه الأزمات وبنفس التكلفة التقليدية لدى المؤسسة العامة للإسكان".

وطالب الصناعي السوري في حديثه لـسيريانيوز بـ"تعاون من الجهات العامة لإقامة هذه الواحات وفتح المجال أمام المبادرة والاجتهاد لمواجهة الأزمات", مشددا على أن "الحل لكل مشاكلنا الاقتصادية التي نمر بها هو حل علمي وتقني, والحل الأفضل هو اقتصاد المعرفة وليس اقتصاد السوق".

وقال إن مجموعة محجوب "قدمت نموذجا لمنزل بيئي كهدية للمؤسسة العامة للإسكان في عام 2005 وافتتحه رئيس مجلس الوزراء, وذلك بهدف قياس وفر الطاقة الذي يؤمنه هذا المنزل مقارنة بمنزل تقليدي, لكن هذا الأمر لم يتم حتى اليوم لا من قبل مؤسسة الإسكان ولا من مركز بحوث الطاقة, وكأن سورية لا تعاني من مشكلة طاقة".

واستغرب المحجوب أن "لا يتم الاستفادة من هذا المشروع حتى لو لم يتم اعتماده", مشيرا إلى أن "وزارة الكهرباء لم تهتم بالموضوع رغم عرض منزل بيئي كامل على الوزارة كهدية مجانية".