أتساءل, لماذا لم تنجح جهود وزارة الكهرباء في دفع المواطنين نحو اعتماد السخانات الشمسية كبديل لعمليات التدفئة بالوقود أو بالكهرباء?
ولماذا لم تفض السياسات المتبعة إلى إقناع المواطنين بمدى وحجم الفائدة التي يمكن أن يجنوها نتيجة اعتماد طريقة التسخين بالطاقة الشمسية المتجددة?
ولماذا لم تنتشر هذه الطريقة في بلدنا, على الرغم من انخفاض مستوى كلفتها, وخاصة في ظل الأعداد الكبيرة للأيام المشمسة خلال السنة, إذا لا تغيب الشمس عن سماء بلادنا إلا بضع أيام معدودة خلال العام, حتى أنها تكاد تظهر لساعات في أكثر الأيام غيوما..
قد يكون انخفاض أسعار الكهرباء والمازوت أحد أهم الأسباب التي تدفع المواطنين للعزوف عن الدخول في تجربة جديدة, وهنا ينبغي ألاننظر إلى هذه الحقيقة بشكل مغلوط, إذ لا ينبغي الاتجاه نحو رفع أسعار الطاقة في سبيل دفع المواطنين لاستخدام أشكال الطاقة المتجددة, وخاصة الطاقة الشمسية.
وكلي أمل في أن تتحول أسطح الأبنية,وخاصة في العاصمة دمشق, إلى مساحات ممتلئة بالسطوح الزجاجية العاكسة بدلا من الصحون اللاقطة المنزرعة كالفطر على تلك السطوح, وأود أن أشير إلى أنني شاهدت هذا المنظر في أكثر من مدينة في العالم, حيث تكاد تغيب تماما الصحون الفضائية اللاقطة, فيما تتكاثر أجهزة التسخين بالطاقة الشمسية, وذلك في بلدان لا تنعم بأيام مشمسة كبلادنا..
وبالعودة إلى التساؤل الأولي عن سبب عدم انتشار هذه الوسيلة الحضارية في بلدنا, على الرغم من وضع تسهيلات وقروض تشجيعية من دون فوائد, نلمس عدم وجود رغبة لدى المواطنين للاتجاه نحو اعتماد السخانات الشمسية كبديل للتسخين بالكهرباء أو المازوت أو الغاز.
وليس أدل على هذا الفشل من معرفة الحقيقة التي تفيد أنه بعد شهرين من البدء في منح القروض التشجيعية للمواطنين الراغبين في تركيب سخانات شمسية, فإن العدد لم يتجاوز المئة, معظمهم في العاصمة, فيما لم يتقدم أكثر من خمسة أشخاص من بقية المحافظات.
وهنا يظهر حجم المشكلة, إذ يبدو من المؤكد أن جهود وزارة الكهرباء لم تفلح أبدا في إقناع المواطنين بمدى الفوائد المستقبلية لاعتماد التسخين بالطاقة الشمسية في ظل مخاوف من تراجع حجم الإمدادات النفطية ولاسيما مادة المازوت المستوردة في معظمها..
وتبقى المهمة المناطة بوزارة الكهرباء وهيئة الطاقات المتجددة البحث في الوسائل والأساليب الكفيلة بإقناع المواطنين بالتحول نحو استخدام الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة, والخالية من نواتج الاحتراق الضارة, وغير المحكومة بالاستيراد وتغيرات آليات السوق, وبالتالي فإن إحدى الفوائد التي ينبغي التركيز عليها هي الحفاظ على نظافة البيئة, فضلا عن الاستعداد المستقبلي لمواجهة نقص موارد الطاقة الكلاسيكية.
ويبدو أن الطريقة المتبعة حاليا في منح قروض دون فوائد ليست كافية لتحقيق الهدف المنشود, الأمر الذي يدعو للبحث عن طريقة أكثر استجابة لنشر هذه الطريقة مستقبلا..
الرئيسية 
البوابة 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الإثنين يونيو 30, 2008 1:03 pm